بعد النطق بالحكم على المتهمين فى أحداث إستاد بورسعيد، خرج مواطنو بورسعيد من المقاهى والكافيتريات إلى الشوارع لتحطيم اللافتات والمحلات، كما قاموا بإشعال النيران فى الشوارع والسيارات وبعض المنشآت العامة، مرددين “بورسعيد دولة مستقلة”.
فيما توجه الآلاف إلى سجن بورسعيد العمومى، حيث تصدت لهم الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع، وواصلت إطلاق الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين يحطمون المحال التجارية واللافتات.
واختنق العشرات جراء قنابل الغاز، فيما كثفت قوات الأمن من تواجدها فى سجن بورسعيد، للتصدى لمحاولات اقتحامه من جانب الأهالى الغاضبين.
ومع محاولات الاقتحام الأولى لسجن بورسعيد العمومى من جانب الأهالى، استشهد الملازم أول أحمد البلكى من ضباط الأمن المركزى، المكلفين بتأمين سجن بورسعيد، إثر تلقيه طلقة نارية فى الرأس أودت بحياته على الفور، أثناء تأمينه أسوار سجن بورسعيد،
فيما أصيب عدد من الضباط والمجندين المكلفين بتأمين السجن.
وعقب ذلك، أعلن الدكتور أحمد عمر المتحدث الرسمى لوزارة الصحة عن وفاة 26 أشخاص وإصابة 277 آخرين، فى الاشتباكات الدائرة حاليا بين مواطنين وقوات الأمن أمام سجن بورسعيد العمومى.
وأوضح عمر أنه تم نقل المصابين وحالات الوفاة إلى كل من مستشفيات بورسعيد العام والحميات والزهور وبورسعيد للتأمين الصحى، مشيرا إلى أنه قد تم رفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفيات الإسماعيلية والسويس ودمياط والشرقية، إلى جانب مستشفيات بمحافظة بورسعيد لاستقبال أى حالات جديدة.
بدوره، أكد مصدر أمنى مسئول بوزارة الداخلية، أن قوات الشرطة بمحافظة بورسعيد تشهد مواجهات عنيفة ودامية مع أهالى المدينة الغاضبين من حكم المحكمة.
وأوضح المصدر فى بيان رسمى صادر عن وزارة الداخلية، أن المحافظة شهدت العديد من الإصابات الخطيرة بين قوات الشرطة، مشيرا إلى أن القوات مازالت تتصدى لمحاولات اقتحام سجن بورسعيد العمومى وقسم شرطة شرق بورسعيد ومحكمة بورسعيد، حيث تتعرض تلك المواقع إلى هجوم عنيف، وإطلاق كثيف من الأعيرة النارية من أسلحة آلية وثقيلة.
وفى إطار محاولاتها لاقتحام السجن العمومى ببورسعيد، توجهت مسيرات غاضبة من أهالى المتهمين فى مجزرة بورسعيد لاقتحام جراج الإنقاذ والطوارئ الخاص بالمحافظة فى محاولة للحصول على اللودرات والجرارات لاستخدامها فى اقتحام سجن بورسعيد العمومى وتهريب المتهمين، لكن قوات الأمن نجحت فى إفشال محاولاتهم، والسيطرة على الموقف.
وقال مصدر عسكرى مسئول إن عددا من التشكيلات التابعة للجيش الثانى الميدانى، توجهت إلى مدينة بورسعيد لتأمين المناطق الملتهبة فقط، وليس المحافظة بأكملها، مشيرا إلى أن توجهات القيادة العامة لوزارة الدفاع أصدرت تعليماتها بمشاركة فقط جهاز الشرطة فى تأمين عدد من المناطق الحيوية.
وأضاف المصدر، أن القوات تحركت إلى مبنى المحافظ وعددا من أقسام الشرطة والسجن العمومى، بالإضافة إلى المجرى الملاحى لقناة السويس الموجود ببورسعيد، وعددا من المنشآت الحيوية الموجودة بالمدينة.
وأكد المصدر، أن القوات المسلحة نزلت إلى الشارع لمواجهة ظرف طارئ فقط، وبعد انتهاء هذه الأحداث ستعود إلى ثكناتها مرة أخرى.
وكانت محكمة جنايات الإسماعيلية والتى تنظر قضية مجزرة بورسعيد، إحالة أوراق 21 متهماً فى أحداث مذبحة بورسعيد لفضيلة المفتى، وحددت 9 مارس المقبل للنطق بالحكم، وهو ما فجر الأحداث فى محافظة بورسعيد من جانب الأهالى المعترضين على الحكم.