◄ تفاصيل 120 دقيقة من اجتماع رئيس جهاز المخابرات الراحل مع رموز نظام مبارك عقب أحداث "موقعة الجمل"
◄ عمر سليمان يكشف تفاصيل اقتحام السجون.. ويحذر: "الجهاديين الهاربين" يرون المجتمع "كافر"
◄ "كاتم الأسرار" يكشف: مبارك مستعد للتجاوب مع مطالب ميدان التحرير.. لكن يجب أن نفكر فى مستقبل مصر
◄ قال : "نظام مبارك لن ينهار.. والمطالبة برحيله إهانة والرئيس بطل من أبطال أكتوبر والمؤسسة العسكرية حريصة على أبطالها
◄ تخوف من إجراء انتخابات فى ظل انهيار الشرطة.. وأكد: لو تمت فى غياب الشرطة "هتحصل مجازر"
◄ اعترف بـ"25 يناير".. وقال فى التسجيلات: ثورة الشباب لها إيجابيات.. لكن مش هننسى تاريخنا
تفاصيل أخطر وأول تسجيل صوتى، لمدير جهاز المخابرات الأسبق، ونائب الرئيس الأول والأخير، لحسنى مبارك، اللواء الراحل، عمر سليمان.
ويكشف التسجيل كواليس الأيام الأخيرة فى عمر نظام المخلوع، وكيف حاول الراحل، عمر سليمان ـ نائب مبارك آنذاك ـ إدارة الأزمة التى دكت أركان النظام.
وبما أن اللواء عمر سليمان، الآن فى ذمة الله، وفى ذمة التاريخ أيضاً، فإن ذلك يجعل التفتيش فى حياته وتفاصيلها وآرائه ومرجعياته أمرا غاية فى الأهمية، فاللواء عمر سليمان الذى رحل عن عالمنا فى منتصف العام الماضى لم يكن مديرا عاديا لأكبر الأجهزة السيادية فى مصر، لكنه كان من أكثر الشخصيات المصرية حضورا فى العديد من الأزمات الداخلية والخارجية، كما أن توليه رئاسة جهاز المخابرات العامة لأكثر من 17 عاما جعل الكثيرين يطلقون عليه لقب الرجل القوى للنظام، وبعيدا عن الرأى السياسى فى نظام مبارك ورجاله، وبعيدا أيضا عن كل خلافاتنا حول الثورة ومسارها، فإننا فى هذه الحلقة أمام وثيقة تاريخية بالغة الأهمية، فلم تكن هذه الكلمات التى قالها عمر سليمان والتى ينفرد «اليوم السابع» بنشرها مجرد «دردشة» ولم تكن أيضا كلاما عابرا فى وقت عادى، لكنها كانت حديثا عن أزمة عاشها نظام مبارك وقت اشتعالها فأربكته وجعلته يتخفف كثيرا من سياج السرية الذى أحاط بهذا النظام ورجاله، فتجد «الرجل القوى» وهو يحاول إقناع محدثيه وهو الذى تعود على أن يأمر الجميع، وتجده متجاوبا مع «الهمهمات» وهو الذى كان يصم آذانه عن الصرخات، وتجده يكشف الكثير من القضايا الحساسة والموضوعات الشائكة والأفعال السرية وهو الذى كان مثالا للتحفظ والحيطة والكتمان.
هنا نكشف بعضا من أسرار هذا الرجل، وننقل بكل أمانة وصدق تفاصيل أحد لقاءاته الطويلة، فقد أسهب نائب رئيس الجمهورية الأسبق فى الحديث عن ثورة 25 يناير، واقتحام السجون وحرق أقسام الشرطة بعد أحداث جمعة الغضب وتناقلت وكالات الأنباء أحاديثه وحواراته وقتها بكل شغف، لكن عادة، ما يدور فى الغرف المغلقة يختلف تماما عما يدور فى وسائل الإعلام، وهنا تكمن أهمية هذه التسجيلات التى ننفرد بنشرها للرجل الذى عرف بأنه «كاتم الأسرار» و«الصندوق الأسود» لنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فقد ظل صامتا، طوال حياته، حتى تم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية.
هنا لابد أن نذكّر من نسى بأنه فى أعقاب الخامس والعشرين من يناير 2011، اختار الرئيس الأسبق «سليمان» الذى كان يتمتع بشعبية كبيرة وقتها، نائبا له، فى محاولة لاحتواء غضب ملايين المواطنين الذين خرجوا فى أول تظاهرات شعبية تشهدها البلاد، لتطالبه بالرحيل، ولأن «سليمان» الذى ظل طوال حياته، صامتا، لا يعرف عنه الكثيرون أى معلومات، كانت تحركاته وتصرفاته خلال تلك الفترة البسيطة التى تولى فيها منصب نائب الرئيس محل اهتمام من الجميع، وكان الكل يتساءل: «كيف يفكر هذا الرجل فى ثورة 25 يناير، وكيف يراها، هل يؤمن بها؟، هل يراها ثورة شعبية حقيقية.. وكيف تعامل معها عقب اختياره نائبا للرئيس..هل حقق هدف «مبارك» ليكون «طوق نجاة» له ونظامه الذى أوشك حينها، على الانهيار؟.
وتعود قصة التسجيلات الصوتية الأولى والأخطر لـ«عمر سليمان» لما بعد 2 فبراير 2011، عقب أحداث موقعة الجمل الشهيرة بأيام، بعد توليه منصب نائب الرئيس بـ6 أيام.. حيث تجده يحلل فيها ثورة 25 يناير، ويشرح أسبابها، وكيف تعامل «مبارك» معها، ومطالبها.. وتفاصيل اللقاء الأول له مع جماعة الإخوان المسلمين فى محاولة لحل الأزمة.. وتوقعاته لمستقبل مصر عقب رحيل مبارك.
تنفرد «اليوم السابع» بنشر تفاصيل تلك التسجيلات التى دارت داخل اجتماع مغلق فى القصر الرئاسى، بعد «موقعة الجمل»، لبحث احتواء غضب ملايين المتظاهرين فى ميدان التحرير الذى شهد الواقعة، وفى تلك الأثناء كانت حالة من الهدوء أصابت بعض شوارع القاهرة فى 4 فبراير 2011 بسبب حظر التجوال، فى الوقت الذى اشتعلت فيه الأجواء داخل القصر الرئاسى، والجميع داخل القصر يسأل: «كيف نحمى النظام؟»، وكيف نحاول إنقاذ «مبارك» من الرحيل أو التنحى، وهل تنتهى هذه التظاهرات بمظاهرات وحشود مثيلة، تؤيد النظام، أم تجاهل مطالب المتظاهرين الحل الأفضل.
مرت ساعات، ازدادت الأمور اشتعالا خارج القصر الرئاسى، سقف مطالب المتظاهرين يرتفع، ولا بديل عن رحيل «مبارك»، أما داخل القصر، فكان الانقسام قد بدأ، أصوات تتعالى وتنخفض.. اتهامات متبادلة بين رجال الحزب الوطنى المنحل.. اتصالات هاتفية بشخصيات سياسية هامة.. تنسيق مقابلات مع شباب الثورة والأحزاب السياسية، شمله اعتراف ولأول مرة بجماعة الإخوان المحظورة، الاتفاق على الجلوس معها على طاولة واحدة للتفاوض، ثم عرض نتائج هذه المحاولات على الرئيس الأسبق.
ووسط كل الارتباك داخل القصر، كان «سليمان» قد قرر عقد اجتماع مغلق بالقصر الرئاسى مع عدد من الشخصيات، أفصح خلاله عن تفاصيل لقائه بالقوى السياسية، وكشف فيه عن حقيقة اقتحام السجون وهروب عدد من المنتمين للتنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، والذين قدرهم بالآلاف.
وداخل غرفة أخرى بالقصر كان ينتظره الرئيس السابق مبارك، ويحيط به عدد من قيادات الحزب الوطنى المنحل، ونجلاه وزوجته، وهم يعيشون حالة من الترقب، حول نتائج هذا اللقاء، وسط تساؤلات عن كيفية الخروج من المأزق.. وهل ينجح «سليمان» فى إنقاذ «مبارك».
وفى الاجتماع الذى استمر 120 دقيقة، عبر «سليمان» لما أسماه «الانقلاب على نظام مبارك» قائلا: «النظام لم ولن ينهار».
وفى الخارج، لا يزال الجميع ومبارك معهم ينتظرون، ويظهر على ملامح وجوههم القلق بعدما ينظرون إلى شاشات القنوات الفضائية إلى ميدان التحرير الذى امتلأ عن آخره، ومطالب شبابه تزداد يوما بعد يوم والأزمات تحيط به من كل جانب.. فكيف التصرف الآن؟!
120 دقيقة مرت داخل الغرفة المغلقة لا يعلم أحد ماذا يدور داخلها إلا «سليمان» والموجودون معه، وبحسب التسجيلات فإن هذه الدقائق كشف فيها نائب الرئيس عما أسماه بـ«عناصر الأزمة الأربعة»، معتبرا إياها الأسباب التى أدت للثورة، سبقها شرح وتأكيد على حرص«مبارك» على مستقبل مصر والاستقرار فيها، قائلا: «هناك طريقان للاستقرار، الأول هو الحوار والتفاهم والخروج من هذه الأزمة بسلام وبخطوات متصلة إلى أن تنتهى هذه الأزمة ببرنامج عمل مستمر».
واستطرد فى تسجيلاته الصوتية: «السيناريو الآخر هو الانقلاب.. والانقلاب قد يكون مفيدا أو ضارا، وبالتالى عايزين نتجنب الوصول لهذا الانقلاب، الانقلاب خطوات غير محسوبة ومتعجلة وقد يكون فيها مزيد من اللاعقلانية وده مش عايزين نوصله».. متابعا: «نحن فى أزمة ولابد من إدارة الأزمة وفى نهاية المطاف ننجح فى إدارتها للخروج إلى بر الأمان والوصول لتحقيق مطالب الشعب».
حديث «سليمان» عن أحداث ثورة 25 يناير، حدد فيه عددا من العناصر، أبرزها نقص الموارد والمطالب الشبابية بالتغيير وغيرها، وقال: «النقطة الثانية نقص قدرات الشرطة لحفظ الأمن وهى نقطة خطيرة، وشلل فى الخدمات اللازمة للمواطن، ونقص فى موارد الدولة ويتناقص يوميا ولا يتزايد، وتدخلات أجنبية بهدف الوصول بالبلاد إلى الفوضى، وآخر حاجة لازم نفكر ماذا بعد، لما نوصل لبر الأمان هنعمل إيه وهيحصل إيه وهنتحرك إزاى ونعيد مصر مرة أخرى للساحة الدولية إزاى ونجذب الاستثمارات، وفى الاقتصاد الذى انهار وهنرجع السياحة مرة أخرى إزاى، كل ده جهد جبار لازم يتعمل، ولا يمكن يتعمل إلا باستقرار وأمن تاني».
تناول «سليمان لـ«الاستقرار»، جعل الحاضرين يتبادلون الحديث جانبيا، عن مدى إمكانية تحقيق ذلك على أرض الواقع، لكنه لم يلتفت لهم، مستكملا إيضاح رؤيته لأحداث ثورة يناير، متطرقا لمطالب القوى الثورية والشبابية بالتعديلات الدستورية ومطالب التغيير، معللا ذلك بعدم إمكانية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل انتهاء فترة «مبارك» نظرا لضيق المساحة الزمنية وكذلك للفراغ الأمنى عقب أحداث جمعة الغضب، وقال «سليمان»: «أتحدث عن مطالب الشباب للتغيير..أنا بعتقد أن الرئيس تجاوب بنسبة كبيرة جدا والممكنة فى الإطار الزمنى المتاح، الشباب طالب بالتغيير وكان له 4 مطالب، الأول تنحى الرئيس والثانى حل مجلسى الشعب والشورى، والثالث هو تعديل الدستور والرابع محاربة الفساد أو ما يقولونه بمحاسبة الفاسدين، مع بعض المزايدات من بعض العناصر الأخرى، والرئيس فى خطاب 1 فبراير، كان متجاوبا مع كل المطالب، ومكنش عنده مانع فى التجاوب معها، لكن الإطار الزمنى المتاح لتداول السلطة هو 200 يوم، وبالحساب علشان نقدر نعمل التعديلات الدستورية المطلوبة فكان لا يمكن حل مجلس الشعب والشورى وإعادة الانتخابات مرة أخرى وإجراء التعديلات الدستورية والاستفتاء عليها، ثم نجرى الانتخابات الرئاسية؛ تحتاج شهرين، لا يمكن أداء كل ده».
وكشف «سليمان» خلال تسجيلاته عن خطة مبارك لاحتواء المظاهرات، قائلا: «فتجاوبنا بالقدر المتاح، إن إحنا نقبل عدد الطعون ونزود عدد المعارضة فى مجلس الشعب والشورى، وإجراء التعديلات الدستورية، وتشكلت لجنة دستورية تنتهى من عملها نهاية هذا الشهر، قاصدا شهر فبراير 2011، وترفعها لمجلس الشعب والشورى لإقرارها والاستفتاء عليها، والتعديلات الدستورية هتتوافق مع المطالب الشعبية السابقة».
وسرد «سليمان» عددا من المبررات حول ضرورة التأنى فى إجراء التعديلات الدستورية وعدم التعجل فى إجرائها، قائلا: «إحنا عايزين المادة 76 تبقى مقبولة ومعقولة وعايزين الرئيس يبقى مدتين وفى تداول للسلطة حقيقى وهيحصل هذا وكذلك تعديل المادة 88 وكل ما هو مطلوب لديمقراطية حقيقية وتداول للسلطة، الرئيس معندوش أى مشكلة فى تلبية وتنفيذ مطالب الشعب بس فى نفس الوقت لابد نفكر فى مستقبل مصر، ونفكر من يقود المسيرة فى مصر، مش مين الشخص ولكن مواصفاته هتبقى إيه وتوجهه إيه شكله إيه، وبعدين مش عايزين كل فترة زمنية نجد فى متطلبات جديدة، عايزين يبقى فى تعديلات تستقر».
واستكمل: «لو كان ممكن نعمل كل التعديلات كان مفيش مشكلة، لكن فى مشكلتين رئيسيتين، الزمن القصير مش عايزين نتعجل ومش عايزين تعديلات متعجلة ومتسرعة لا تلقى قبولا، أو تعمل قيود، محتاجين لدراسة متأنية بالإضافة لكده فإن عمليات الانتخابات محتاجة لشرطة تؤمن هذه الانتخابات، وللأسف الشديد الشرطة عندنا محتاجة فترة أخرى لتستعيد قواها مرة أخرى وتستعيد ثقة الشعب فيها لأن هم أيضا روحهم المعنوية منخفضة وأداؤهم لن يكون كما قبل ذلك، فإذا طلبت منهم حماية الانتخابات ستحدث مجازر فيها، وبالذات فى العائلات والعصبيات مش هنقدر نعمل انتخابات كبيرة بالحجم الكبير فى جمهورية مصر العربية».
مبررات «سليمان» لم تلق قبولا واسعا بين الحضور.. ينصتون فيسمعون أصوات المتظاهرين تتعالى للمطالبة بالتغيير..عدم قناعتهم بحديث سليمان بدت على وجوههم، فلاحظ «سليمان» ذلك، مما جعله يحاول إقناعهم مرة أخرى بحديثه مؤكدا أنه واقعى، وما دون ذلك لا يمكن تطبيقه، وقال: «أنا أقول ذلك كواقع ومش هروب من متطلبات لو قدامنا سنه أو 2 كان ممكن نعمل اللى عايزينه لكن الوقت مزنوق، إن الرئيس الجديد يحلف اليمين يوم 14 أكتوبر، أى تنتهى الولاية الحالية فى سبتمبر، قبل إجراء الانتخابات فالوقت ضيق جدا».
للمرة الثانية..الحديث غير مقنع، وتسبب فى جعل أحد الشخصيات البارزة تقاطع «سليمان»، قائلا: لكن الشعب يطالب الرئيس بالتنحى والرحيل؟».. هنا، يغضب نائب الرئيس ويرد عليه: «كلمة الرحيل كلمة ضد أخلاق الشعب المصرى، أخلاق الشعب المصرى تحترم كبيرها وتحترم رئيسها، الكملة دى مش مهينة بس للرئيس ولكن مهينة للشعب المصرى، ثانيا الرئيس مبارك أحد أبطال حرب أكتوبر وأعتقد أن المؤسسة العسكرية حريصة أيضا على أبطال حرب أكتوبر مينفعش إننا ننسى تاريخنا أو نضيعه، ثورة الشباب لها إيجابيات ولكن يجب ألا ننزلق لسلبياتها وكلنا حريصون على الشعب المصرى والمجتمع المصرى، الضغط والدفع وخلافه من متطلبات وإثارة مش هتكون أبدا فى مصلحة المجتمع ولكن هيكون إلى حد كبير دعوة لمزيد من الفوضى وخفافيش الليل يخرجون لترويع المجتمع، وطبعا عارفين تماما إن مصر مستهدفة وهذه فرصة ليست للتغيير ليهم، ميهمهمش التغيير ولكن يهمهم إضعاف مصر وخلق فوضى لا يعلم إلا الله مداها».
واستكمل: «إحنا مازلنا دولة مؤسسات ولدينا القدرات الكبيرة لاستعادة دورنا ومواقفنا وحماية المجتمع ومازلنا لم ولن ينهار النظام وسنظل بإذن الله كلنا مسؤولون عن الحفاظ على هذا الوطن». وكشف نائب رئيس الجمهورية السابق خلال التسجيلات، أن نقص قدرات جهاز الداخلية أحد أسباب تزايد الأزمة وزيادة المطالب، بعد استهداف عدد من مقراتها خلال أحداث جمعة الغضب، قائلا: «الشرطة تدمر عددا كبيرا من مقراتها واستهدفت السجون وخرج عدد كبير جدا من المساجين بالآلاف خرج من السجون، وهم أنواع مختلفة من المساجين، لكن ما يهمنى منهم من يهددون الأمن، من «عتاة» الإجرام والتنظيمات الجهادية هما من يهمونى فى الأمر».
أبرز «سليمان» خلال حديثه مخاوفه من خروج المسجونين واقتحام السجون، خاصة ممن ينتمون لتنظيم الجهاد، وقال: «لأن تنظيم الجهاد لم يوافق على مبادرة منع العنف أى مازال مقتنعا، أى التنظيم، أن هذا المجتمع كافر ولابد من الانتقام منه، وهذا هو تهديد للمجتمع وعلشان نراجع الناس دى عايزة جهد كبير جدا».
وتابع: «أنا كنت فى المخابرات العامة وبذلت مجهود جبار لجمع هؤلاء من الخارج ممن أداروا عمليات إرهابية كبيرة فى مصر، ودول مرتبطين بقيادات بالخارج وبالذات تنظيم القاعدة، هذا هو التهديد الحقيقى».
ورهن «سليمان» عودة الأمن باستعادة معنويات الشرطة، وقال نصا: «نقص مقرات الشرطة ممكن نستعيدها خلال شهرين، لكن معنويات الشرطة وهى الأهم لتكون قادرة على أداء مهمتها لأن هذا الجهاز يقوم بحماية المجتمع ولابد من التعاون لرفع معنوياته لتنفيذ مهمته الرئيسية».
واعترف نائب الرئيس خلال اللقاء المغلق، بأزمة الحكومة فى نقص الموارد والشلل الذى أصاب الخدمات التى تقدم للمواطنين، وقال: «الجزء الثالث من الأزمة نقص الموارد وشلل الخدمات المقدمة للمواطنين ورئيس الوزراء يبذل مجهودا ليعيد الساحة والقدرة على مواجهة متطلبات الجماهير التى تعطلت لأسبوعين من بنوك وجامعات وبورصة ومستشفيات وكل أنواع الخدمات، أصبح من الضرورة أن نعيد الحياة لطبيعتها».
واستكمل: «لكن التواجد الكثيف فى ميدان التحرير والتحريض يجعل المواطن مترددا، يخرج أم لا يعمل أم لا فى حالة من الشلل، لا يمكن نتحمل ذلك لمدة طويلة ولابد من إنهاء الأزمة فى أقرب وقت ممكن».
وحول التدخلات الأجنبية فى الشأن المصرى خلال أحداث الثورة، أوضح: «هناك من يستغلون ثورة الشباب لإفقار مصر ويستمر شلل الدولة ونقص الموارد، وأن ينتهى الأمر فى فترة ليست بقليلة بإفقار مصر، والتدخلات الأجنبية منها ما هو سياسى ومنها ما هو تدخلات بالسلاح والإمداد بالأسلحة ومنها أموال تدفع لبعض العناصر ومنها ما هو تهديدى للأمن القومى بشمال سيناء يجب مواجهتها مواجهة صارمة، نحن قادرون على مواجهتها سياسيا ولا يتدخل أحد فى شؤوننا على الإطلاق، وسنوقف أى حد يدعم العناصر الموجوده فى الساحة بالمال لنوقف الوقود ونطفئ النار مش نرمى عليها وقود».
"اليوم السابع"
◄ عمر سليمان يكشف تفاصيل اقتحام السجون.. ويحذر: "الجهاديين الهاربين" يرون المجتمع "كافر"
◄ "كاتم الأسرار" يكشف: مبارك مستعد للتجاوب مع مطالب ميدان التحرير.. لكن يجب أن نفكر فى مستقبل مصر
◄ قال : "نظام مبارك لن ينهار.. والمطالبة برحيله إهانة والرئيس بطل من أبطال أكتوبر والمؤسسة العسكرية حريصة على أبطالها
◄ تخوف من إجراء انتخابات فى ظل انهيار الشرطة.. وأكد: لو تمت فى غياب الشرطة "هتحصل مجازر"
◄ اعترف بـ"25 يناير".. وقال فى التسجيلات: ثورة الشباب لها إيجابيات.. لكن مش هننسى تاريخنا
تفاصيل أخطر وأول تسجيل صوتى، لمدير جهاز المخابرات الأسبق، ونائب الرئيس الأول والأخير، لحسنى مبارك، اللواء الراحل، عمر سليمان.
ويكشف التسجيل كواليس الأيام الأخيرة فى عمر نظام المخلوع، وكيف حاول الراحل، عمر سليمان ـ نائب مبارك آنذاك ـ إدارة الأزمة التى دكت أركان النظام.
وبما أن اللواء عمر سليمان، الآن فى ذمة الله، وفى ذمة التاريخ أيضاً، فإن ذلك يجعل التفتيش فى حياته وتفاصيلها وآرائه ومرجعياته أمرا غاية فى الأهمية، فاللواء عمر سليمان الذى رحل عن عالمنا فى منتصف العام الماضى لم يكن مديرا عاديا لأكبر الأجهزة السيادية فى مصر، لكنه كان من أكثر الشخصيات المصرية حضورا فى العديد من الأزمات الداخلية والخارجية، كما أن توليه رئاسة جهاز المخابرات العامة لأكثر من 17 عاما جعل الكثيرين يطلقون عليه لقب الرجل القوى للنظام، وبعيدا عن الرأى السياسى فى نظام مبارك ورجاله، وبعيدا أيضا عن كل خلافاتنا حول الثورة ومسارها، فإننا فى هذه الحلقة أمام وثيقة تاريخية بالغة الأهمية، فلم تكن هذه الكلمات التى قالها عمر سليمان والتى ينفرد «اليوم السابع» بنشرها مجرد «دردشة» ولم تكن أيضا كلاما عابرا فى وقت عادى، لكنها كانت حديثا عن أزمة عاشها نظام مبارك وقت اشتعالها فأربكته وجعلته يتخفف كثيرا من سياج السرية الذى أحاط بهذا النظام ورجاله، فتجد «الرجل القوى» وهو يحاول إقناع محدثيه وهو الذى تعود على أن يأمر الجميع، وتجده متجاوبا مع «الهمهمات» وهو الذى كان يصم آذانه عن الصرخات، وتجده يكشف الكثير من القضايا الحساسة والموضوعات الشائكة والأفعال السرية وهو الذى كان مثالا للتحفظ والحيطة والكتمان.
هنا نكشف بعضا من أسرار هذا الرجل، وننقل بكل أمانة وصدق تفاصيل أحد لقاءاته الطويلة، فقد أسهب نائب رئيس الجمهورية الأسبق فى الحديث عن ثورة 25 يناير، واقتحام السجون وحرق أقسام الشرطة بعد أحداث جمعة الغضب وتناقلت وكالات الأنباء أحاديثه وحواراته وقتها بكل شغف، لكن عادة، ما يدور فى الغرف المغلقة يختلف تماما عما يدور فى وسائل الإعلام، وهنا تكمن أهمية هذه التسجيلات التى ننفرد بنشرها للرجل الذى عرف بأنه «كاتم الأسرار» و«الصندوق الأسود» لنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فقد ظل صامتا، طوال حياته، حتى تم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية.
هنا لابد أن نذكّر من نسى بأنه فى أعقاب الخامس والعشرين من يناير 2011، اختار الرئيس الأسبق «سليمان» الذى كان يتمتع بشعبية كبيرة وقتها، نائبا له، فى محاولة لاحتواء غضب ملايين المواطنين الذين خرجوا فى أول تظاهرات شعبية تشهدها البلاد، لتطالبه بالرحيل، ولأن «سليمان» الذى ظل طوال حياته، صامتا، لا يعرف عنه الكثيرون أى معلومات، كانت تحركاته وتصرفاته خلال تلك الفترة البسيطة التى تولى فيها منصب نائب الرئيس محل اهتمام من الجميع، وكان الكل يتساءل: «كيف يفكر هذا الرجل فى ثورة 25 يناير، وكيف يراها، هل يؤمن بها؟، هل يراها ثورة شعبية حقيقية.. وكيف تعامل معها عقب اختياره نائبا للرئيس..هل حقق هدف «مبارك» ليكون «طوق نجاة» له ونظامه الذى أوشك حينها، على الانهيار؟.
وتعود قصة التسجيلات الصوتية الأولى والأخطر لـ«عمر سليمان» لما بعد 2 فبراير 2011، عقب أحداث موقعة الجمل الشهيرة بأيام، بعد توليه منصب نائب الرئيس بـ6 أيام.. حيث تجده يحلل فيها ثورة 25 يناير، ويشرح أسبابها، وكيف تعامل «مبارك» معها، ومطالبها.. وتفاصيل اللقاء الأول له مع جماعة الإخوان المسلمين فى محاولة لحل الأزمة.. وتوقعاته لمستقبل مصر عقب رحيل مبارك.
تنفرد «اليوم السابع» بنشر تفاصيل تلك التسجيلات التى دارت داخل اجتماع مغلق فى القصر الرئاسى، بعد «موقعة الجمل»، لبحث احتواء غضب ملايين المتظاهرين فى ميدان التحرير الذى شهد الواقعة، وفى تلك الأثناء كانت حالة من الهدوء أصابت بعض شوارع القاهرة فى 4 فبراير 2011 بسبب حظر التجوال، فى الوقت الذى اشتعلت فيه الأجواء داخل القصر الرئاسى، والجميع داخل القصر يسأل: «كيف نحمى النظام؟»، وكيف نحاول إنقاذ «مبارك» من الرحيل أو التنحى، وهل تنتهى هذه التظاهرات بمظاهرات وحشود مثيلة، تؤيد النظام، أم تجاهل مطالب المتظاهرين الحل الأفضل.
مرت ساعات، ازدادت الأمور اشتعالا خارج القصر الرئاسى، سقف مطالب المتظاهرين يرتفع، ولا بديل عن رحيل «مبارك»، أما داخل القصر، فكان الانقسام قد بدأ، أصوات تتعالى وتنخفض.. اتهامات متبادلة بين رجال الحزب الوطنى المنحل.. اتصالات هاتفية بشخصيات سياسية هامة.. تنسيق مقابلات مع شباب الثورة والأحزاب السياسية، شمله اعتراف ولأول مرة بجماعة الإخوان المحظورة، الاتفاق على الجلوس معها على طاولة واحدة للتفاوض، ثم عرض نتائج هذه المحاولات على الرئيس الأسبق.
ووسط كل الارتباك داخل القصر، كان «سليمان» قد قرر عقد اجتماع مغلق بالقصر الرئاسى مع عدد من الشخصيات، أفصح خلاله عن تفاصيل لقائه بالقوى السياسية، وكشف فيه عن حقيقة اقتحام السجون وهروب عدد من المنتمين للتنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، والذين قدرهم بالآلاف.
وداخل غرفة أخرى بالقصر كان ينتظره الرئيس السابق مبارك، ويحيط به عدد من قيادات الحزب الوطنى المنحل، ونجلاه وزوجته، وهم يعيشون حالة من الترقب، حول نتائج هذا اللقاء، وسط تساؤلات عن كيفية الخروج من المأزق.. وهل ينجح «سليمان» فى إنقاذ «مبارك».
وفى الاجتماع الذى استمر 120 دقيقة، عبر «سليمان» لما أسماه «الانقلاب على نظام مبارك» قائلا: «النظام لم ولن ينهار».
وفى الخارج، لا يزال الجميع ومبارك معهم ينتظرون، ويظهر على ملامح وجوههم القلق بعدما ينظرون إلى شاشات القنوات الفضائية إلى ميدان التحرير الذى امتلأ عن آخره، ومطالب شبابه تزداد يوما بعد يوم والأزمات تحيط به من كل جانب.. فكيف التصرف الآن؟!
120 دقيقة مرت داخل الغرفة المغلقة لا يعلم أحد ماذا يدور داخلها إلا «سليمان» والموجودون معه، وبحسب التسجيلات فإن هذه الدقائق كشف فيها نائب الرئيس عما أسماه بـ«عناصر الأزمة الأربعة»، معتبرا إياها الأسباب التى أدت للثورة، سبقها شرح وتأكيد على حرص«مبارك» على مستقبل مصر والاستقرار فيها، قائلا: «هناك طريقان للاستقرار، الأول هو الحوار والتفاهم والخروج من هذه الأزمة بسلام وبخطوات متصلة إلى أن تنتهى هذه الأزمة ببرنامج عمل مستمر».
واستطرد فى تسجيلاته الصوتية: «السيناريو الآخر هو الانقلاب.. والانقلاب قد يكون مفيدا أو ضارا، وبالتالى عايزين نتجنب الوصول لهذا الانقلاب، الانقلاب خطوات غير محسوبة ومتعجلة وقد يكون فيها مزيد من اللاعقلانية وده مش عايزين نوصله».. متابعا: «نحن فى أزمة ولابد من إدارة الأزمة وفى نهاية المطاف ننجح فى إدارتها للخروج إلى بر الأمان والوصول لتحقيق مطالب الشعب».
حديث «سليمان» عن أحداث ثورة 25 يناير، حدد فيه عددا من العناصر، أبرزها نقص الموارد والمطالب الشبابية بالتغيير وغيرها، وقال: «النقطة الثانية نقص قدرات الشرطة لحفظ الأمن وهى نقطة خطيرة، وشلل فى الخدمات اللازمة للمواطن، ونقص فى موارد الدولة ويتناقص يوميا ولا يتزايد، وتدخلات أجنبية بهدف الوصول بالبلاد إلى الفوضى، وآخر حاجة لازم نفكر ماذا بعد، لما نوصل لبر الأمان هنعمل إيه وهيحصل إيه وهنتحرك إزاى ونعيد مصر مرة أخرى للساحة الدولية إزاى ونجذب الاستثمارات، وفى الاقتصاد الذى انهار وهنرجع السياحة مرة أخرى إزاى، كل ده جهد جبار لازم يتعمل، ولا يمكن يتعمل إلا باستقرار وأمن تاني».
تناول «سليمان لـ«الاستقرار»، جعل الحاضرين يتبادلون الحديث جانبيا، عن مدى إمكانية تحقيق ذلك على أرض الواقع، لكنه لم يلتفت لهم، مستكملا إيضاح رؤيته لأحداث ثورة يناير، متطرقا لمطالب القوى الثورية والشبابية بالتعديلات الدستورية ومطالب التغيير، معللا ذلك بعدم إمكانية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل انتهاء فترة «مبارك» نظرا لضيق المساحة الزمنية وكذلك للفراغ الأمنى عقب أحداث جمعة الغضب، وقال «سليمان»: «أتحدث عن مطالب الشباب للتغيير..أنا بعتقد أن الرئيس تجاوب بنسبة كبيرة جدا والممكنة فى الإطار الزمنى المتاح، الشباب طالب بالتغيير وكان له 4 مطالب، الأول تنحى الرئيس والثانى حل مجلسى الشعب والشورى، والثالث هو تعديل الدستور والرابع محاربة الفساد أو ما يقولونه بمحاسبة الفاسدين، مع بعض المزايدات من بعض العناصر الأخرى، والرئيس فى خطاب 1 فبراير، كان متجاوبا مع كل المطالب، ومكنش عنده مانع فى التجاوب معها، لكن الإطار الزمنى المتاح لتداول السلطة هو 200 يوم، وبالحساب علشان نقدر نعمل التعديلات الدستورية المطلوبة فكان لا يمكن حل مجلس الشعب والشورى وإعادة الانتخابات مرة أخرى وإجراء التعديلات الدستورية والاستفتاء عليها، ثم نجرى الانتخابات الرئاسية؛ تحتاج شهرين، لا يمكن أداء كل ده».
وكشف «سليمان» خلال تسجيلاته عن خطة مبارك لاحتواء المظاهرات، قائلا: «فتجاوبنا بالقدر المتاح، إن إحنا نقبل عدد الطعون ونزود عدد المعارضة فى مجلس الشعب والشورى، وإجراء التعديلات الدستورية، وتشكلت لجنة دستورية تنتهى من عملها نهاية هذا الشهر، قاصدا شهر فبراير 2011، وترفعها لمجلس الشعب والشورى لإقرارها والاستفتاء عليها، والتعديلات الدستورية هتتوافق مع المطالب الشعبية السابقة».
وسرد «سليمان» عددا من المبررات حول ضرورة التأنى فى إجراء التعديلات الدستورية وعدم التعجل فى إجرائها، قائلا: «إحنا عايزين المادة 76 تبقى مقبولة ومعقولة وعايزين الرئيس يبقى مدتين وفى تداول للسلطة حقيقى وهيحصل هذا وكذلك تعديل المادة 88 وكل ما هو مطلوب لديمقراطية حقيقية وتداول للسلطة، الرئيس معندوش أى مشكلة فى تلبية وتنفيذ مطالب الشعب بس فى نفس الوقت لابد نفكر فى مستقبل مصر، ونفكر من يقود المسيرة فى مصر، مش مين الشخص ولكن مواصفاته هتبقى إيه وتوجهه إيه شكله إيه، وبعدين مش عايزين كل فترة زمنية نجد فى متطلبات جديدة، عايزين يبقى فى تعديلات تستقر».
واستكمل: «لو كان ممكن نعمل كل التعديلات كان مفيش مشكلة، لكن فى مشكلتين رئيسيتين، الزمن القصير مش عايزين نتعجل ومش عايزين تعديلات متعجلة ومتسرعة لا تلقى قبولا، أو تعمل قيود، محتاجين لدراسة متأنية بالإضافة لكده فإن عمليات الانتخابات محتاجة لشرطة تؤمن هذه الانتخابات، وللأسف الشديد الشرطة عندنا محتاجة فترة أخرى لتستعيد قواها مرة أخرى وتستعيد ثقة الشعب فيها لأن هم أيضا روحهم المعنوية منخفضة وأداؤهم لن يكون كما قبل ذلك، فإذا طلبت منهم حماية الانتخابات ستحدث مجازر فيها، وبالذات فى العائلات والعصبيات مش هنقدر نعمل انتخابات كبيرة بالحجم الكبير فى جمهورية مصر العربية».
مبررات «سليمان» لم تلق قبولا واسعا بين الحضور.. ينصتون فيسمعون أصوات المتظاهرين تتعالى للمطالبة بالتغيير..عدم قناعتهم بحديث سليمان بدت على وجوههم، فلاحظ «سليمان» ذلك، مما جعله يحاول إقناعهم مرة أخرى بحديثه مؤكدا أنه واقعى، وما دون ذلك لا يمكن تطبيقه، وقال: «أنا أقول ذلك كواقع ومش هروب من متطلبات لو قدامنا سنه أو 2 كان ممكن نعمل اللى عايزينه لكن الوقت مزنوق، إن الرئيس الجديد يحلف اليمين يوم 14 أكتوبر، أى تنتهى الولاية الحالية فى سبتمبر، قبل إجراء الانتخابات فالوقت ضيق جدا».
للمرة الثانية..الحديث غير مقنع، وتسبب فى جعل أحد الشخصيات البارزة تقاطع «سليمان»، قائلا: لكن الشعب يطالب الرئيس بالتنحى والرحيل؟».. هنا، يغضب نائب الرئيس ويرد عليه: «كلمة الرحيل كلمة ضد أخلاق الشعب المصرى، أخلاق الشعب المصرى تحترم كبيرها وتحترم رئيسها، الكملة دى مش مهينة بس للرئيس ولكن مهينة للشعب المصرى، ثانيا الرئيس مبارك أحد أبطال حرب أكتوبر وأعتقد أن المؤسسة العسكرية حريصة أيضا على أبطال حرب أكتوبر مينفعش إننا ننسى تاريخنا أو نضيعه، ثورة الشباب لها إيجابيات ولكن يجب ألا ننزلق لسلبياتها وكلنا حريصون على الشعب المصرى والمجتمع المصرى، الضغط والدفع وخلافه من متطلبات وإثارة مش هتكون أبدا فى مصلحة المجتمع ولكن هيكون إلى حد كبير دعوة لمزيد من الفوضى وخفافيش الليل يخرجون لترويع المجتمع، وطبعا عارفين تماما إن مصر مستهدفة وهذه فرصة ليست للتغيير ليهم، ميهمهمش التغيير ولكن يهمهم إضعاف مصر وخلق فوضى لا يعلم إلا الله مداها».
واستكمل: «إحنا مازلنا دولة مؤسسات ولدينا القدرات الكبيرة لاستعادة دورنا ومواقفنا وحماية المجتمع ومازلنا لم ولن ينهار النظام وسنظل بإذن الله كلنا مسؤولون عن الحفاظ على هذا الوطن». وكشف نائب رئيس الجمهورية السابق خلال التسجيلات، أن نقص قدرات جهاز الداخلية أحد أسباب تزايد الأزمة وزيادة المطالب، بعد استهداف عدد من مقراتها خلال أحداث جمعة الغضب، قائلا: «الشرطة تدمر عددا كبيرا من مقراتها واستهدفت السجون وخرج عدد كبير جدا من المساجين بالآلاف خرج من السجون، وهم أنواع مختلفة من المساجين، لكن ما يهمنى منهم من يهددون الأمن، من «عتاة» الإجرام والتنظيمات الجهادية هما من يهمونى فى الأمر».
أبرز «سليمان» خلال حديثه مخاوفه من خروج المسجونين واقتحام السجون، خاصة ممن ينتمون لتنظيم الجهاد، وقال: «لأن تنظيم الجهاد لم يوافق على مبادرة منع العنف أى مازال مقتنعا، أى التنظيم، أن هذا المجتمع كافر ولابد من الانتقام منه، وهذا هو تهديد للمجتمع وعلشان نراجع الناس دى عايزة جهد كبير جدا».
وتابع: «أنا كنت فى المخابرات العامة وبذلت مجهود جبار لجمع هؤلاء من الخارج ممن أداروا عمليات إرهابية كبيرة فى مصر، ودول مرتبطين بقيادات بالخارج وبالذات تنظيم القاعدة، هذا هو التهديد الحقيقى».
ورهن «سليمان» عودة الأمن باستعادة معنويات الشرطة، وقال نصا: «نقص مقرات الشرطة ممكن نستعيدها خلال شهرين، لكن معنويات الشرطة وهى الأهم لتكون قادرة على أداء مهمتها لأن هذا الجهاز يقوم بحماية المجتمع ولابد من التعاون لرفع معنوياته لتنفيذ مهمته الرئيسية».
واعترف نائب الرئيس خلال اللقاء المغلق، بأزمة الحكومة فى نقص الموارد والشلل الذى أصاب الخدمات التى تقدم للمواطنين، وقال: «الجزء الثالث من الأزمة نقص الموارد وشلل الخدمات المقدمة للمواطنين ورئيس الوزراء يبذل مجهودا ليعيد الساحة والقدرة على مواجهة متطلبات الجماهير التى تعطلت لأسبوعين من بنوك وجامعات وبورصة ومستشفيات وكل أنواع الخدمات، أصبح من الضرورة أن نعيد الحياة لطبيعتها».
واستكمل: «لكن التواجد الكثيف فى ميدان التحرير والتحريض يجعل المواطن مترددا، يخرج أم لا يعمل أم لا فى حالة من الشلل، لا يمكن نتحمل ذلك لمدة طويلة ولابد من إنهاء الأزمة فى أقرب وقت ممكن».
وحول التدخلات الأجنبية فى الشأن المصرى خلال أحداث الثورة، أوضح: «هناك من يستغلون ثورة الشباب لإفقار مصر ويستمر شلل الدولة ونقص الموارد، وأن ينتهى الأمر فى فترة ليست بقليلة بإفقار مصر، والتدخلات الأجنبية منها ما هو سياسى ومنها ما هو تدخلات بالسلاح والإمداد بالأسلحة ومنها أموال تدفع لبعض العناصر ومنها ما هو تهديدى للأمن القومى بشمال سيناء يجب مواجهتها مواجهة صارمة، نحن قادرون على مواجهتها سياسيا ولا يتدخل أحد فى شؤوننا على الإطلاق، وسنوقف أى حد يدعم العناصر الموجوده فى الساحة بالمال لنوقف الوقود ونطفئ النار مش نرمى عليها وقود».
"اليوم السابع"