العريس هانى: تخرجت منذ سنوات ولم أعمل فى تخصصى.. فقررت بيع شقتى لعمل مشروع.. ولما فلوسى خلصت سرقت لتغطية حاجات مصاريف الخطوبة والزواج
العروسة "إسراء" طالبة كلية الحقوق تسرد القصة: ارتبطت به لأنه شاب كويس وخريج هندسة ومحترم.. وفوجئت به يدخل محل مجوهرات ويتشاجر مع صاحبه ليسرقه
اعتاد المصريون فى الشهور الماضية على حوادث جنائية تتكرر يوميا فى الشارع المصرى من بينها السرقة والقتل وسرقة السيارات، ولكن لم يعتاد المصريون على أن شابا وخطيبته يشتركون فى عملية هجوم مسلح على محل جواهرجى لسرقته من أجل شراء شقة الزواج، هذه الجريمة تصنف ضمن الجرائم الجنائية، ولكنها تحمل أبعادا اجتماعية، وتتضمن دلالات نوعية خطيرة عن حال الشارع المصرى بعد ثورتين متعاقبتين.
البداية كانت بخطى يملؤها الرعب والخوف من عواقب ما هو مقدم عليه، يسير مهندس تخرج منذ سنوات من كلية الهندسة ولم يعمل فى تخصصه حتى الآن، فى طريقه إلى محل مجوهرات بمنطقة الدرب الأحمر، ممسكاً بالسلاح النارى الذى أخفاه بين طيات ملابسه، ويفكر ألف مرة قبل التحرك بالخطوة القادمة، ويداه ترتعشان لكونها المرة الأولى التى يمسك فيها بسلاح نارى متوجهاً إلى طريق لا يعلمه إلا الله، وتنتظره فى الخلف وتشاهد خطواته خطيبته الطالبة بكلية الحقوق داخل السيارة التى سرقها خصيصاً ليرتكب بها الجريمة، وهى لا تعلم ما هو مقدم عليه، وما الذى خبأت لهم الأقدار.
ويطول الطريق على المهندس الذى يسرق لأول مرة فى حياته، وجبينه يتصبب عرقاً من هول ما هو مقدم عليه، ويلتفت يميناً ويساراً حتى لا يلاحظه أحد أو يرى السلاح المخبأ بين طيات ملابسه، وما أن يدخل محل جواهرجى، حتى يشهر سلاحه فى وجه صاحبه، طالباً منه أن يخرج كل ما بخزينته من أمول، فيتصرف صاحب المحل بذكاء، ويلقى عليه الكرسى، ويسقط من يده السلاح على الأرض، ويلقى عليه الجواهرجى بكل ما هو موجود داخل المحل، وكان يتعمد تكسير زجاج المحل الخارجى حتى يعلم جيرانه ما يحدث.
وعلى الفور ينقض الأهالى بالمنطقة الشعبية "الدرب الأحمر" على المتهم، ويخرجونه من المحل، ويلقونه وسط الشارع وتبدأ حفلة الشهامة اليومية من الأهالى والمارة، لتأديب أى لص يقع بين أيديهم، حتى يتم تسليمه لرجال الشرطة منتهياً، وتشاهده خطيبته وسط أكثر من 30 شخصا يركلونه بالأقدام ويضربونه بكل ما بأيديهم لتأديبه على ما فعل، وتخرج من السيارة للحاق به قبل أن يسقط قتيلاً من شدة ما تعرض له من ضرب، وبشهامة يطلب منها أن تبتعد عن المنطقة وتهرب، ويقول لها: "أنت ملكيش دعوة إهربى من هنا".
فتهرع الفتاة للهروب من المنطقة قبل أن يقيموا عليها نفس حفلة الضرب والركل، وتتخبط قدماها من هول الصدمة وتبحث عن حقيبتها ولا تجدها، وتتوقف أمام مقهى وتطلب من أحد المواطنين أن يعطف عليها بنصف جنيه لكى تذهب لبيتها، ولكن قدرها السيىء أعادها إلى مكان الجريمة، فبعد ركوبها سيارة أجرة يمر السائق من نفس الشارع، ويحاول النزول ليشارك فى حفلة التأديب للص، فتطلب منه عدم النزول حتى لا يقبض عليها الأهالى ويضربونها، وتتفاجئ بعشرات الأيدى تحاول إخراجها من السيارة، ويبدأ الجميع فى ضربها هى الآخرى، وتقع على الأرض مغشيا عليها من شدة الضرب الذى لم يتحمله جسدها الضئيل جداً.
ويحضر رجال الشرطة بالقسم ويقتادونهما لديوان القسم، ويعرضان على المقدم سمير مجدى رئيس مباحث القسم بعد إفاقت الفتاة من حالة الإغماء.
"الظلم وحركة الغدر اللى حصلت معايا من زوج أختى هيا اللى خلتنى أفكر إنى أعصى ربنا وأحاول إنى أجيب فلوس بأى طريقة ولو كانت سرقة"، كانت تلك كلمات "هانى أحمد محمود كامل" ويبلغ من العمر 28 عاماً وهو خريج كلية هندسة، والذى اشترك مع فتاة يرتبط بها عاطفياً تدعى "إسراء" فى جريمة سطو مسلح على محل ذهب ومجوهرات بمنطقة الدرب الأحمر.
وأضاف المهندس "هانى" فى حواره وعيناه تغرقان فى الدموع من الآسى للحالة التى وصل إليها والظروف التى أرغمته على ارتكاب مثل تلك الجرائم، وقال: "بداية القصة كلها إنى خريج هندسة ومعرفتش أشتغل بيها، وظروف البلد اللى متبهدلة خلتنى أبيع شقتى اللى ورثتها من أبويا عشان أعمل بيها مشروع يساعدنى أكون نفسى وبالفعل بعتها بـ120 ألف جنيه، وفكرت ملياً فى نوع المشروع وإزاى هبتدى فيه، واستعنت بزوج أختى الذى عاد مؤخراً من العمل بالسعودية وعرفت إنه ليه 6 أشهر قاعد فى البيت، فقولت أكسب فيه ثواب واعتبرته أخويا الكبير".
واستطرد المهندس هانى، قصته التى تسببت فى قبوعه داخل السجن، ويقول: "اتفقت مع زوج أختى على مشروع مطعم نعمله فى مدينة العبور وجابلى صديقه شريك، ودفعت معاهم 25 ألف جنيه من نصيب فى الشقة بعد ما وزعتها على إخواتى، وكان نصيبى النصف بالظبط، وابتدينا المشروع وكان بيكسب كويس جداً، وابتديت أعمل قرش كويس أقدر أتجوز بيه وربنا يسترنى مع بنت الحلال، ولكن مع قدوم ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس الإخوانى مرسى الحال وقف فى المطعم، وابتدى الشغل يوقف والإيراد بقى يومياً فى النازل، وإحنا مش عارفين نعمل إيه، فطلب منى زوج أختى أسيب الشغل فى المطعم خالص وأدور على شغلانة تانية!، فرديت عليه قولتله إزاى دى فلوسى اللى مشارك بيها زميلك؟، ورد عليا وقاللى متخافش فلوسك فى الحفظ والصون وهتاخدها كلها عشان تعملك مشروع لوحدك، لكن عيناه كانت تدل على الكذب وسيبت الشغل فترة كبيرة ومعرفتش ألاقى شغل وساعتها اتعرفت بخطيبتى "إسراء" واتقدمتلها بالفلوس الباقية معايا، وابتدت الفلوس تنقص منى، وأنا داخل على جواز ولازم أجهز حالى عشان أطلع راجل قدام أهلها".
واستكمل قصته ودخل فى نوبة من البكاء الشديد: "منه لله ظلمنى المفترى وأخد فلوسى وضيعلى حياتى، ولما كنت بطلب منه فلوسى كان يقطعهالى، ويوم يدينى 100 جنيه ومرة تانية يدينى 250 جنيها، و500 جنيه، وأكتر فلوس أخدتها منه 1000 جنيه، لما فكرت أجيب هدية لخطيبتى وضغطت عليه، وفضل الحال كده شهرين وهو بيرميلى الفلوس كأنى بشحت منه، وأنا مش عارف أعمل إيه معاه، ووصلت الحسبة لحد ما بطل يدينى فلوس، ورفض بحجه إن نصيبى انتهى إلى حوالى 13 ألف جنيه، فاتخانقت معاه وبهدلنى فى الشارع وطردنى من المطعم اللى أنا عملتهوله".
وتابع: "بعد اللى حصله وغدر زوج أختى عليا تعبت بشدة ودمرت حالتى النفسية وجلست بالمنزل لشهور، ففكرت إزاى أعمل فلوس جاهزة، وطبعاً مش هروح أسرق بنك، وقررت إنى أسرق محل مجوهرات، وكنت عاوز أخد الفلوس النقدية اللى معاه وبس، وعشان الخطة روحت سرقت سيارة من قائدها تحت تهديد السلاح، لكى أنفذ بها الجريمة، وعقب ذلك أتركها فى أى مكان وأهرب بالنقود بعد إنهاء الجريمة".
وجاء دور "إسراء" التى تبلغ من العمر 20 سنة والطالبة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وطولها لا يتجاوز 155 سم وتظهر على وجهها الذى لم ترفعه من النظر للأرض، علامات الرعب والخوف والحزن الشديد لإشراكه فى هذه الجريمة من حبيبها الذى وجدت فيه فارس أحلامها كغيرها من الفتيات فى هذا السن، والذى سينتشلها من السكن فى دهاليز وحوار منطقة السيدة عائشة إلى العيش فى حياة أفضل كما كانت تعتقد، ولكن الظروف أوقعتها فى جريمة وتسببت لها فى صدمة كبيرة لما قام به خطيبها.
وبدأت حديثها بلسان متلجلج من الحزن والخوف من أسرتها بعد علمهم من وسائل الإعلام باشتراكها فى الواقعة، وسألت محرر "اليوم السابع": "هو أنا صورتى طلعت فى الجورنال؟"، فرد عليها: لا وكانت متخفية ولم تظهر شخصيتك، ثم طلبنا منها سرد القصة كاملة دون خوف لأن الكلمات التى تخرج من لسانها هى ما سوف تنشر دون تحريف أو تزييف، لأن واجبنا المهنى يحتم علينا ذلك.
وبدأت "إسراء" طالبة الحقوق فى سرد قصة وقوعها فى تلك الجريمة، وقالت: "أنا كنت راكبة معاه العربية عشان نخرج، ولقيته وقف عشان نشترى حاجات من السوبر ماركت، وتفاجئت لما لقيته دخل محل المجوهرات، وسمعت وأنا جوه العربية صوت تخطبيط، فهرعت خلفه، ووجدت صاحب المحل بيرمى عليه حاجات كتيرة عليه، ولقيت ناس كتيره اتلمت فى الشارع وده بحكم إننا فى منطقة شعبية".
وأضافت بنبرة حزن وأسى لما شاهدته بعينيها يحدث لحبيبها فى الشارع قائلة: "ناس كتير اتلمت عليه وخرجوه من المحل وضربوه جامد أوى، وفضلوا يدوسوا عليه برجليهم، وأنا طبعاً اتصدمت من المنظر، وكنت رايحه عشان أحوش عنه الناس اللى كانوا بيضربوه، وهما أكتر من 20 واحدا، فقاللى إمشى إنتى من هنا، إنتى ملكيش دعوة بأى حاجه أمشى من هنا خالص، ووسط الضرب وقع حجابى فى الشارع وملقيتش شنطتى".
وبعيون اغرورقت بالنقاط الأولية التى تفرزها العين من شدة الحزن، أكملت "إسراء" سردها للقصة وقالت: "مشيت من المنطقة وتوقفت أما مقهى، وقولت لواحد أنا مش بشحت والله، أنا مش لاقيه حاجاتى إدينى أى فلوس أروح بيها عشان أوصل السيدة عائشة، وأنا شكلى مكنش باين إنى بشحت فطلعلى كل الفلوس اللى فى جيبه، وقاللى خدى اللى إنتى عاوزاه يابنتى، وقولتله مش عاوزه أى حاجة غير نصف جنيه بس فأعطانى جنيها، وكان شكلى فى الشارع يصعب على الكافر، لأنى كل ما أمشى خطوتين أقع على الأرض، واتبهدلت وكنت خايفة من المنظر والناس يعملوا فيا اللى عملوه فى هانى، ومعرفتش ساعتها عملوا فيه إيه وإيه اللى حصل ليه هناك".
وأضافت"إسراء": "شاورت لعربية سوزوكى أجرة عشان توصلنى للبيت، وركبت العربية ولقيتها عدت قدام المكان اللى أنا سيبته بينضرب وبيتسحل فيه، ولما عدينا قدام المحل السواق حب يتفرج على اللى بيحصل ونزل بالفعل، فقولتله الله يخليك متنزلش وامشى من هنا هيمسكونى معاه، فقال لى متخافيش، قولتله لأ أنا خايفة لأنى مش عارفه فى إيه، وخدنى وجينا ننزل الأهالى اتلموا حوالين العربية ونزلونى بالقوة، وكان منظرى زى الناس اللى بيتسحلوا فى التليفزيون دول، وأغمى عليا من كتر الضرب من الناس".
فيما وصل رجال الشرطة إلى مكان الجريمة وقاماً بإنقاذ المتهمين من بين أيدى الأهالى قبل الفتك بهما، ويقتادهما كل من الرقيب بحث سيد أحمد عبد الحكم من قوة مباحث قسم شرطة الدرب الأحمر، ورقيب الشرطة محيى شعبان عبد المعز من قوة القسم "نظام"، والمعينان طوق أمنى بشارع سكة راتب، وبمساعدة الأهالى من ضبطهما، وتم مواجهتهما بمعرفة اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واللواء محمد توفيق مدير المباحث الجنائية بالقاهرة والمقدم سمير مجدى رئيس مباحث قسم شرطة الدرب الأحمر، واعترفا بارتكاب الواقعة.
العروسة "إسراء" طالبة كلية الحقوق تسرد القصة: ارتبطت به لأنه شاب كويس وخريج هندسة ومحترم.. وفوجئت به يدخل محل مجوهرات ويتشاجر مع صاحبه ليسرقه
اعتاد المصريون فى الشهور الماضية على حوادث جنائية تتكرر يوميا فى الشارع المصرى من بينها السرقة والقتل وسرقة السيارات، ولكن لم يعتاد المصريون على أن شابا وخطيبته يشتركون فى عملية هجوم مسلح على محل جواهرجى لسرقته من أجل شراء شقة الزواج، هذه الجريمة تصنف ضمن الجرائم الجنائية، ولكنها تحمل أبعادا اجتماعية، وتتضمن دلالات نوعية خطيرة عن حال الشارع المصرى بعد ثورتين متعاقبتين.
ويطول الطريق على المهندس الذى يسرق لأول مرة فى حياته، وجبينه يتصبب عرقاً من هول ما هو مقدم عليه، ويلتفت يميناً ويساراً حتى لا يلاحظه أحد أو يرى السلاح المخبأ بين طيات ملابسه، وما أن يدخل محل جواهرجى، حتى يشهر سلاحه فى وجه صاحبه، طالباً منه أن يخرج كل ما بخزينته من أمول، فيتصرف صاحب المحل بذكاء، ويلقى عليه الكرسى، ويسقط من يده السلاح على الأرض، ويلقى عليه الجواهرجى بكل ما هو موجود داخل المحل، وكان يتعمد تكسير زجاج المحل الخارجى حتى يعلم جيرانه ما يحدث.
وعلى الفور ينقض الأهالى بالمنطقة الشعبية "الدرب الأحمر" على المتهم، ويخرجونه من المحل، ويلقونه وسط الشارع وتبدأ حفلة الشهامة اليومية من الأهالى والمارة، لتأديب أى لص يقع بين أيديهم، حتى يتم تسليمه لرجال الشرطة منتهياً، وتشاهده خطيبته وسط أكثر من 30 شخصا يركلونه بالأقدام ويضربونه بكل ما بأيديهم لتأديبه على ما فعل، وتخرج من السيارة للحاق به قبل أن يسقط قتيلاً من شدة ما تعرض له من ضرب، وبشهامة يطلب منها أن تبتعد عن المنطقة وتهرب، ويقول لها: "أنت ملكيش دعوة إهربى من هنا".
فتهرع الفتاة للهروب من المنطقة قبل أن يقيموا عليها نفس حفلة الضرب والركل، وتتخبط قدماها من هول الصدمة وتبحث عن حقيبتها ولا تجدها، وتتوقف أمام مقهى وتطلب من أحد المواطنين أن يعطف عليها بنصف جنيه لكى تذهب لبيتها، ولكن قدرها السيىء أعادها إلى مكان الجريمة، فبعد ركوبها سيارة أجرة يمر السائق من نفس الشارع، ويحاول النزول ليشارك فى حفلة التأديب للص، فتطلب منه عدم النزول حتى لا يقبض عليها الأهالى ويضربونها، وتتفاجئ بعشرات الأيدى تحاول إخراجها من السيارة، ويبدأ الجميع فى ضربها هى الآخرى، وتقع على الأرض مغشيا عليها من شدة الضرب الذى لم يتحمله جسدها الضئيل جداً.
ويحضر رجال الشرطة بالقسم ويقتادونهما لديوان القسم، ويعرضان على المقدم سمير مجدى رئيس مباحث القسم بعد إفاقت الفتاة من حالة الإغماء.
"الظلم وحركة الغدر اللى حصلت معايا من زوج أختى هيا اللى خلتنى أفكر إنى أعصى ربنا وأحاول إنى أجيب فلوس بأى طريقة ولو كانت سرقة"، كانت تلك كلمات "هانى أحمد محمود كامل" ويبلغ من العمر 28 عاماً وهو خريج كلية هندسة، والذى اشترك مع فتاة يرتبط بها عاطفياً تدعى "إسراء" فى جريمة سطو مسلح على محل ذهب ومجوهرات بمنطقة الدرب الأحمر.
وأضاف المهندس "هانى" فى حواره وعيناه تغرقان فى الدموع من الآسى للحالة التى وصل إليها والظروف التى أرغمته على ارتكاب مثل تلك الجرائم، وقال: "بداية القصة كلها إنى خريج هندسة ومعرفتش أشتغل بيها، وظروف البلد اللى متبهدلة خلتنى أبيع شقتى اللى ورثتها من أبويا عشان أعمل بيها مشروع يساعدنى أكون نفسى وبالفعل بعتها بـ120 ألف جنيه، وفكرت ملياً فى نوع المشروع وإزاى هبتدى فيه، واستعنت بزوج أختى الذى عاد مؤخراً من العمل بالسعودية وعرفت إنه ليه 6 أشهر قاعد فى البيت، فقولت أكسب فيه ثواب واعتبرته أخويا الكبير".
واستطرد المهندس هانى، قصته التى تسببت فى قبوعه داخل السجن، ويقول: "اتفقت مع زوج أختى على مشروع مطعم نعمله فى مدينة العبور وجابلى صديقه شريك، ودفعت معاهم 25 ألف جنيه من نصيب فى الشقة بعد ما وزعتها على إخواتى، وكان نصيبى النصف بالظبط، وابتدينا المشروع وكان بيكسب كويس جداً، وابتديت أعمل قرش كويس أقدر أتجوز بيه وربنا يسترنى مع بنت الحلال، ولكن مع قدوم ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس الإخوانى مرسى الحال وقف فى المطعم، وابتدى الشغل يوقف والإيراد بقى يومياً فى النازل، وإحنا مش عارفين نعمل إيه، فطلب منى زوج أختى أسيب الشغل فى المطعم خالص وأدور على شغلانة تانية!، فرديت عليه قولتله إزاى دى فلوسى اللى مشارك بيها زميلك؟، ورد عليا وقاللى متخافش فلوسك فى الحفظ والصون وهتاخدها كلها عشان تعملك مشروع لوحدك، لكن عيناه كانت تدل على الكذب وسيبت الشغل فترة كبيرة ومعرفتش ألاقى شغل وساعتها اتعرفت بخطيبتى "إسراء" واتقدمتلها بالفلوس الباقية معايا، وابتدت الفلوس تنقص منى، وأنا داخل على جواز ولازم أجهز حالى عشان أطلع راجل قدام أهلها".
واستكمل قصته ودخل فى نوبة من البكاء الشديد: "منه لله ظلمنى المفترى وأخد فلوسى وضيعلى حياتى، ولما كنت بطلب منه فلوسى كان يقطعهالى، ويوم يدينى 100 جنيه ومرة تانية يدينى 250 جنيها، و500 جنيه، وأكتر فلوس أخدتها منه 1000 جنيه، لما فكرت أجيب هدية لخطيبتى وضغطت عليه، وفضل الحال كده شهرين وهو بيرميلى الفلوس كأنى بشحت منه، وأنا مش عارف أعمل إيه معاه، ووصلت الحسبة لحد ما بطل يدينى فلوس، ورفض بحجه إن نصيبى انتهى إلى حوالى 13 ألف جنيه، فاتخانقت معاه وبهدلنى فى الشارع وطردنى من المطعم اللى أنا عملتهوله".
وتابع: "بعد اللى حصله وغدر زوج أختى عليا تعبت بشدة ودمرت حالتى النفسية وجلست بالمنزل لشهور، ففكرت إزاى أعمل فلوس جاهزة، وطبعاً مش هروح أسرق بنك، وقررت إنى أسرق محل مجوهرات، وكنت عاوز أخد الفلوس النقدية اللى معاه وبس، وعشان الخطة روحت سرقت سيارة من قائدها تحت تهديد السلاح، لكى أنفذ بها الجريمة، وعقب ذلك أتركها فى أى مكان وأهرب بالنقود بعد إنهاء الجريمة".
وجاء دور "إسراء" التى تبلغ من العمر 20 سنة والطالبة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وطولها لا يتجاوز 155 سم وتظهر على وجهها الذى لم ترفعه من النظر للأرض، علامات الرعب والخوف والحزن الشديد لإشراكه فى هذه الجريمة من حبيبها الذى وجدت فيه فارس أحلامها كغيرها من الفتيات فى هذا السن، والذى سينتشلها من السكن فى دهاليز وحوار منطقة السيدة عائشة إلى العيش فى حياة أفضل كما كانت تعتقد، ولكن الظروف أوقعتها فى جريمة وتسببت لها فى صدمة كبيرة لما قام به خطيبها.
وبدأت حديثها بلسان متلجلج من الحزن والخوف من أسرتها بعد علمهم من وسائل الإعلام باشتراكها فى الواقعة، وسألت محرر "اليوم السابع": "هو أنا صورتى طلعت فى الجورنال؟"، فرد عليها: لا وكانت متخفية ولم تظهر شخصيتك، ثم طلبنا منها سرد القصة كاملة دون خوف لأن الكلمات التى تخرج من لسانها هى ما سوف تنشر دون تحريف أو تزييف، لأن واجبنا المهنى يحتم علينا ذلك.
وبدأت "إسراء" طالبة الحقوق فى سرد قصة وقوعها فى تلك الجريمة، وقالت: "أنا كنت راكبة معاه العربية عشان نخرج، ولقيته وقف عشان نشترى حاجات من السوبر ماركت، وتفاجئت لما لقيته دخل محل المجوهرات، وسمعت وأنا جوه العربية صوت تخطبيط، فهرعت خلفه، ووجدت صاحب المحل بيرمى عليه حاجات كتيرة عليه، ولقيت ناس كتيره اتلمت فى الشارع وده بحكم إننا فى منطقة شعبية".
وأضافت بنبرة حزن وأسى لما شاهدته بعينيها يحدث لحبيبها فى الشارع قائلة: "ناس كتير اتلمت عليه وخرجوه من المحل وضربوه جامد أوى، وفضلوا يدوسوا عليه برجليهم، وأنا طبعاً اتصدمت من المنظر، وكنت رايحه عشان أحوش عنه الناس اللى كانوا بيضربوه، وهما أكتر من 20 واحدا، فقاللى إمشى إنتى من هنا، إنتى ملكيش دعوة بأى حاجه أمشى من هنا خالص، ووسط الضرب وقع حجابى فى الشارع وملقيتش شنطتى".
وبعيون اغرورقت بالنقاط الأولية التى تفرزها العين من شدة الحزن، أكملت "إسراء" سردها للقصة وقالت: "مشيت من المنطقة وتوقفت أما مقهى، وقولت لواحد أنا مش بشحت والله، أنا مش لاقيه حاجاتى إدينى أى فلوس أروح بيها عشان أوصل السيدة عائشة، وأنا شكلى مكنش باين إنى بشحت فطلعلى كل الفلوس اللى فى جيبه، وقاللى خدى اللى إنتى عاوزاه يابنتى، وقولتله مش عاوزه أى حاجة غير نصف جنيه بس فأعطانى جنيها، وكان شكلى فى الشارع يصعب على الكافر، لأنى كل ما أمشى خطوتين أقع على الأرض، واتبهدلت وكنت خايفة من المنظر والناس يعملوا فيا اللى عملوه فى هانى، ومعرفتش ساعتها عملوا فيه إيه وإيه اللى حصل ليه هناك".
وأضافت"إسراء": "شاورت لعربية سوزوكى أجرة عشان توصلنى للبيت، وركبت العربية ولقيتها عدت قدام المكان اللى أنا سيبته بينضرب وبيتسحل فيه، ولما عدينا قدام المحل السواق حب يتفرج على اللى بيحصل ونزل بالفعل، فقولتله الله يخليك متنزلش وامشى من هنا هيمسكونى معاه، فقال لى متخافيش، قولتله لأ أنا خايفة لأنى مش عارفه فى إيه، وخدنى وجينا ننزل الأهالى اتلموا حوالين العربية ونزلونى بالقوة، وكان منظرى زى الناس اللى بيتسحلوا فى التليفزيون دول، وأغمى عليا من كتر الضرب من الناس".
فيما وصل رجال الشرطة إلى مكان الجريمة وقاماً بإنقاذ المتهمين من بين أيدى الأهالى قبل الفتك بهما، ويقتادهما كل من الرقيب بحث سيد أحمد عبد الحكم من قوة مباحث قسم شرطة الدرب الأحمر، ورقيب الشرطة محيى شعبان عبد المعز من قوة القسم "نظام"، والمعينان طوق أمنى بشارع سكة راتب، وبمساعدة الأهالى من ضبطهما، وتم مواجهتهما بمعرفة اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واللواء محمد توفيق مدير المباحث الجنائية بالقاهرة والمقدم سمير مجدى رئيس مباحث قسم شرطة الدرب الأحمر، واعترفا بارتكاب الواقعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك بتعليق ... تعليقك يهمنا ...